ليس من السهل دائماً تمييز أي الشخصيات التاريخية كانت موجودة حقاً وأيها كان محض خيال وأسطورة. الكثير من المصادر التاريخية غير كاملة أو ملطخة بالأساطير، والكثير من الشخصيات الموجودة تكون عادة متناقضة أو حتى خيالية..
لكن قد تكون بعض الشخصيات التاريخية العظيمة مخترعة وغير موجودة، ولكن من الممكن أن تكون قد بنيت على أساس شخصيات حقيقية.
من أكثر رجل خارج عن القانون محبوب في بريطانيا إلى مؤسس إسبارطة، لنتعرف على أشهر الشخصيات التاريخية التي بقي وجودها أو عدمه محط نقاش حتى اليوم.
الملك آرثر
حامي كاميلوت هو أحد أكثر الملوك المعروفين في التاريخ، لكن الكثير من العلماء يعتقدون أن قصته هي مجرد أسطورة بنفس مستوى أسطورة السيف المغروز في الحجر.
يقال في القصص التقليدية أن الملك الشجاع صد الهجوم السكسوني على بريطانيا خلال القرن الخامس أو السادس، لكن على الرغم من انتصار الملك في اثنتي عشرة معركة متتالية، لا يوجد أي ذكر له فيما وصلنا من تاريخ تلك الفترة، إضافة إلى ذلك لم يظهر تصوير كامل للملك حتى القرن التاسع، ومن ثم في أحد المصادر في القرن الثاني عشر.
على الرغم من أن التصوير الحديث للملك آرثر الذي يظهره كفارس بدرع لامع، فهو ليس إلا أسطورة مبنية على كتب مثل كتاب السير توماس مالوري “Le Morted’Arthur”، إلا أن بعض المؤرخين يعتقدون أن هذه الحكايات مبنية على أساس حقيقي.
يشير بعض المؤرخين أنه يمكن أن يكون هناك عدة مرشحين قد تكون أسطورة الملك آرثر بنيت على أساسهم، منهم الملك المحارب AmbrosiusAurelianus، والملك Riothamus، وحتى جنرال روماني يدعى Lucius ArtoriusCastus.
فيثاغورس
كلنا تعلمنا نظرية فيثاغورس في صفوف الرياضيات، لكن لا يوجد دليل على وجود فيثاغورس نفسه. حسب بعض المصادر، عاش المفكر اليوناني خلال القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد، ويذكر بوصفه فيلسوفاً ورياضياً، لكنه في العصور القديمة كان مشهوراً بأنه الأب الروحي لطائفة دينية مهووسة بالأعداد، والتقمص، والشر الناجم عن أكل الفاصولياء.
على الرغم من أن كره فيثاغورس موثق بشكل جيد، إلا أنه لا توجد أي مصادر توثق حياته. جميع المصادر والمراجع التي تذكر المفكر وأفكاره ومعادلاته، وصلتنا من قبل أتباعه الذين لقبوا أنفسهم بالفيثاغورثيين.
القصص التي وصلتنا عن فيثاغورس فيها الكثير من الأساطير والأمور الخارقة للطبيعة، أحدها يقول أن فخذ فيثاغورس من الذهب، وأخرى تقول انه ابن الإله أبولو.
للبعض .. فإن هذه الأكاذيب والتناقضات تشير ببساطة إلى أن شخصية فيثاغورس مبالغ فيها أو يمكن أن تكون شخصية خيالية ابتكرت من قبل أعضاء الطائفة الدينية، وحتى لو كان فيثاغورس موجوداً حقاً، فإن الدلائل تظهر أن المصريين ربما عرفوا المعادلة الشهيرة قبله بزمن طويل.
هوميروس
بحث العلماء طويلاً عن الأسس الواقعية التي بنيت عليها ملاحم هوميروس الشهيرة الأوديسة والإلياذة، وامتد النقاش إلى هوميروس نفسه، فحسب عدة نظريات، أعظم الكتاب الإغريق ربما لم يكن موجوداً، وإن وجد فهو على أغلب الظن ليس الكاتب الوحيد للملحمتين المشهورتين.
من المفترض أن هوميروس عاش في القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد، وبالنسبة لشخصية مؤثرة مثله، لا توجد أية مصادر معاصرة له تذكر وجوده، يوصف هوميروس في بعض المصادر بأنه رجل أعمى ولد في جزيرة خيوس اليونانية، لكن حتى هذا الوصف غير مؤكد.
أدى عدم توفر المعلومات عن حياة هوميروس بالبعض لوضع نظريات تقول أن الأوديسة والإلياذة كتبتا على يد مجموعة من الكتاب المختلفين أو ربما اختيرتا من بين القصص الشعبية المحكية المشهورة المتناقلة بين الأجيال، وقد يكون هوميروس شخصية مخترعة لجعل الأساطير والملاحم مكتوبة على يد كاتب واحد.
روبن هود
تأخذ شخصية روبن هود حيزاً كبيراً من القصص الفولكلورية في العصور الوسطى، ظهرت أشهر شخصية خارجة عن القانون أول مرة في قصائد وقصص تعود للقرنين الرابع والخامس عشر، وتشير أدلة تاريخية أقدم من ذلك أن بعض المجرمين كانت لهم أسماء مثل “Rabunhod” و”Robehod”.
معظم هذه القصص المحكية تصف روبن هود بأنه شخص من عامة الشعب، قاد مجموعة من قطاعي الطرق وتحدى شرف نوتنغهام الذي يكرهه، وبعض المصادر الأخرى تقول أنه من أصل نبيل ومن ثم أصبح خارجاً عن القانون.
حاول الباحثون طوال قرون معرفة هوية روبن هود الحقيقية، لكن لم يظهر مرشح واضح. معظم المصادر الشائعة تقول أنه كان أحد أتباع الملك ريتشارد قلب الأسد، لكن المصادر الأخرى متنوعة فربما يكون أحد حكام اسكوتلندا أو أحد فرسان الهيكل.
مع ذلك فإن عدداً متزايداً من المؤرخين يعتبرون قصة روبن هود ورجاله مجرد أسطورة من العصور الوسطى وإحدى الخرافات الشعبية حول مقاومة الظلم والاستبداد.
ليكورغوس
ليكورغوس Lycorgos شخصية إسبرطيّة غامضة، ينسب المؤرخون لها وضع الدستور والنظام العسكري الإسبرطي. في وقت ما بين القرنين السابع والتاسع قبل الميلاد قدم ليكورغوس مجموعة من الإصلاحات والتشريعات الحازمة في جميع المجالات كالزواج والمال وتربية الأطفال. ربما أشهر هذه الإصلاحات هي التربية والتأهيل البدنيين للصغار، اللذان جعلا من صبية إسبرطة محاربين أشداء.
وبينما لايوجد شك في أن إصلاحات ليكورغوس قد صدرت، إلا أن المؤرخين مازالوا غير متأكدين إذا كان الرجل نفسه موجود في الواقع.
لم يسجل الإسبرطيون تاريخهم باستخدام الكتابة، لذلك فمعظم ما هو معروف عن أبرز زعمائهم، يأتي من مصادر متأخرة وغالباً ما تكون متناقضة بشكل كبير. تحوي سيرة ليكورغوس على الكثير من الأحداث الخرافية، أحدها يذكر أنه أنهى حياته من خلال تجويع نفسه، مما حدا بالبعض للتكهن بأن الشخصية المشابهة للآلهة ليست إلا ابتكاراً من الإسبرطيين لينسبوا ثقافتهم لعمل خالق أو مبتكر واحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق